لماذا لا يتذكر الانسان كل شيئ منذ ولد ؟
عدم القدرة على
تذكر كل شيء منذ الولادة يعود إلى عدة عوامل في عمل الدماغ والتطور البشري. إليك
بعض الأسباب التي قد تشرح ذلك:
- تطوّر
الدماغ: في مراحل
مبكرة من حياة الإنسان، يخضع الدماغ لتطوّر هائل. وفي غضون هذه المراحل، يمر
الدماغ بتحولات هيكلية ووظيفية، وليس من الممكن تخزين ذاكرة دائمة لكل تجربة.
- نمو
الخلايا العصبية: يتم تكوين
العديد من الخلايا العصبية في مراحل مبكرة، ولكن ليس كلها تبقى نشطة. هناك
آليات تنظيمية تسمح للدماغ بالاحتفاظ بالمعلومات الأكثر أهمية.
- تكوين
الذاكرة: تكوين
الذاكرة يتطلب تفاعلًا معينًا بين الخلايا العصبية وتحفيز متكرر. في الطفولة،
يكون هناك الكثير من المحفزات ولكن ليس دائمًا يكون هناك تحفيز كافٍ للحفاظ
على تلك الذكريات بشكل دائم.
- الضغط
التكنولوجي: يعيش
الإنسان في عصر حديث يتسارع فيه وتيرة الحياة، ويتعرض لكميات هائلة من
المعلومات يومياً، مما يجعل من الصعب على الدماغ الاحتفاظ بكل تجربة بالتفصيل.
- التطور
البشري: تطوّر
الإنسان بشكل يجعله قادرًا على التكيف مع بيئته. من الناحية التطورية، ليس من
الضروري تذكر كل شيء بدقة، بل الأهمية تكمن في تذكر الأمور الحيوية للبقاء
وتطوّر الفرد والجماعة.
بشكل عام،
القدرة على تذكر تجارب معينة تعتمد على مجموعة من العوامل وليس من الممكن تخزين كل
تجربة بكل تفاصيلها.
متى تبدأ ذاكرة الطفل بالتخزين
ذاكرة الطفل
تبدأ في التطور والتخزين منذ الأيام الأولى لحياته. إليك نظرة عامة على كيفية تطور
ذاكرة الطفل:
- الذاكرة
الحسية (Sensorimotor Memory): في المرحلة الأولى من الحياة، يعتمد الطفل
على الذاكرة الحسية، وهي نوع من الذاكرة يتعلق بتجارب الحواس مثل اللمس
والسمع. يمكن للرضع أن يتذكروا الرائحة والصوت واللمس الذين يرافقون التجارب
الحياتية.
- الذاكرة
الحدثية (Event Memory): مع
تقدم العمر، يبدأ الطفل في تطوير الذاكرة الحدثية، التي تسمح له بتخزين
تجاربه الشخصية والأحداث التي شهدها. في سن مبكرة، يكون هذا التخزين غالبًا
مرتبطًا بالتجارب العاطفية والتفاعلات مع المهمين في حياته.
- الذاكرة
العاملة (Working Memory): يزداد تعقيد الذاكرة مع مرور الوقت، ويشمل
ذلك تطوير الذاكرة العاملة. هذه الذاكرة تتيح للطفل الاحتفاظ بمعلومات مؤقتًا
واستخدامها في المهام اليومية، مثل حل المشاكل وفهم الإرشادات.
- الذاكرة
الطويلة الأمد (Long-Term Memory): بمرور الزمن، يتحول الطفل إلى استخدام
الذاكرة الطويلة الأمد، وهي التي تسمح له بتخزين المعلومات لفترات طويلة.
يكتسب الأطفال تدريجيا القدرة على تذكر الأحداث والمعلومات على مدى فترات
طويلة من الزمن.
تبدأ هذه
العمليات منذ الولادة وتستمر على مدار حياة الفرد، وتتأثر بالخبرات والتفاعلات
اليومية. الاستجابة للمحيط والتفاعل مع المحيط يلعبان دورًا هامًا في تطوير وتحسين
قدرات الذاكرة عند الأطفال.
لماذا نتذكر أشياء قديمة فجأة؟
في عالمنا
اليومي، قد نجد أنفسنا فجأة نسترجع ذكريات قديمة بشكل غير متوقع. هذا الظاهرة تثير
تساؤلات حول كيفية عمل ذاكرتنا ولماذا نتذكر أشياء من الماضي بشكل فجائي. دعونا
نستكشف هذا الموضوع بمزيدٍ من التفصيل.
الروابط العاطفية والذكريات
تحمل الذكريات
العاطفية والمحبطة وزنًا خاصًا في عقولنا. عندما نواجه تجارب مشابهة أو نشاهد
أشياء ترتبط بتلك اللحظات، يمكن أن يتم تشغيل آلية التذكر بشكل تلقائي.
التشابه الحسي والتذكر
التجارب الحسية
قوية جدًا في تثبيت الذكريات. عندما نشم رائحة مألوفة أو نشاهد منظرًا يذكرنا بشيء
سابق، ينطلق ذهننا نحو ذلك الماضي.
التركيز الذهني والذكريات
قد يحدث
أحيانًا أن يكون لدينا تركيز على مهمة أخرى، ثم ينتقل انتباهنا إلى ذكريات قديمة
فجأة. هذا يبرز تأثير الانتقال المفاجئ بين مواضيع مختلفة على التذكر.
الحالة المزاجية وتأثيرها على التذكر
المزاج يلعب
دورًا كبيرًا في قوة التذكر. في حالات مزاجية قوية، قد تظهر ذكريات قديمة بشكل
أوضح، سواء كانت فرحة أو حزن.
المفاجأة والصدمة في التذكر
الأحداث
المفاجئة أو الصادمة قد تفتح أبوابًا للذكريات القديمة. قد يكون هناك ربط بين
الحدث الحالي ولحظات ماضية تظهر بشكل ملحوظ.
تظل عملية
التذكر ظاهرة معقدة وفريدة لكل فرد. تتأثر بالعوامل العاطفية، والحواس الحسية،
والتركيز الذهني، وحالة المزاج. تلك اللحظات الفجائية للتذكر تضيف جانبًا سحريًا
إلى كيفية تفاعل عقولنا مع زخم الحياة.
هل يتذكر الطفل بعمر السنتين
نعم، يمكن للأطفال
في سن السنتين أن يتذكروا بعض الأحداث والتجارب. رغم أن القدرة على التذكر قد تكون
محدودة في هذا العمر، إلا أن الأطفال يظهرون بوضوح قدرة على تذكر بعض الأشياء.
في هذا العمر،
يمكن أن يتذكر الطفل الأحداث المألوفة والتجارب المكررة مثل وجوه الأشخاص القريبين
منهم والألعاب المفضلة. التجارب الحسية والعواطف القوية قد تكون أكثر تأثيرًا في
عملية التذكر.
تطور القدرة
على التذكر بشكل كبير خلال الفترة اللاحقة من الطفولة، حيث يصبح الطفل قادرًا على
تخزين واسترجاع ذكريات معقدة ومتنوعة بشكل أفضل.
تطور قدرة الأطفال على التذكر في سن السنتين
في مرحلة
الطفولة المبكرة، يعتبر عقل الطفل ككتلة رائعة تتشكل وتتطور بمرور الوقت. على
الرغم من أن الأطفال في سن السنتين قد يظهرون كأنهم في عالم من البراءة والفضول،
إلا أنهم يبدأون في تجربة عملية التذكر بطرق مبدئية.
تجارب الحواس والتفاعلات الاجتماعية:
في هذا العمر،
يقوم الطفل بتجربة العديد من الأشياء لأول مرة، ويتأثر بتفاعلاته مع الآخرين. قد
يتذكر لحظات محددة مثل لقاء مميز مع فرد من عائلته أو تفاعل إيجابي مع رفاقه.
الروتين
والتكرار:
تجارب الحياة
اليومية والروتينية تلعب دورًا هامًا في عملية التذكر. الأطفال في هذا العمر
يتذكرون بسهولة الأنشطة المتكررة مثل تفاصيل اللعبة المفضلة أو نشاط النوم.
التطور اللغوي
والإدراكي:
تطور مهارات
اللغة يساهم في قدرة الطفل على التعبير عن تجاربه والتفاعل معها. القدرة على وصف
الأحداث والأشياء تشكل جزءًا من تقوية ذاكرتهم.
العواطف والتجارب الشخصية:
المواقف ذات
الطابع العاطفي قد تترك أثراً أعمق في ذاكرة الطفل. لحظات السعادة الفائقة أو حتى
اللحظات التحفيزية قد تترك بصمة تظل باقية لفترة طويلة.
تحسين قدرة
التذكر:
لدعم تطور قدرة
الأطفال على التذكر، يُشجع على توفير بيئة غنية بالتفاعلات والتجارب المتنوعة.
القراءة واللعب الإبداعي تلعب دورًا مهمًا في توسيع آفاق تجربتهم وتحفيز ذهنهم
الفضولي.
على الرغم من
أن قدرة الطفل على التذكر في سن السنتين قد تكون محدودة، إلا أنها تمثل البذرة
الأولى لتطور القدرة الذهنية التي ستتطور بمرور الوقت. تفاعل الأهل والبيئة الثرة
بالتحفيز يلعبان دورًا حيويًا في هذه الرحلة الرائعة لاكتساب الطفل لمهارات التذكر
والتعلم.
تعليقات
إرسال تعليق